روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | يقضي حاجته.. على نفسه!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > يقضي حاجته.. على نفسه!


  يقضي حاجته.. على نفسه!
     عدد مرات المشاهدة: 14444        عدد مرات الإرسال: 0

ابني عمره 8 سنوات يتبرز على نفسه ويجلس يومين بدون براز ثم يخرج منه القليل اجلكم الله على ملابسه الداخليه.

ولا اكتشف ذلك الا اذا ذهب لتغيير سرواله يعني مجرد اشوف عليه سروال جديد اعرف انه مسويها ويحاول يخبي.

وهذا من سنه تقريبا.وقبل اسبوع ضربته ضربة مبرحة لاني فقدت اعصابي علما انها كانت المرة الوحيدة اللي اضربه فيها.

ما ادري وش السبب يواعدني ويخلف بوعده.علما باني انا وابوه منفصلين من سنه لكنه يراه بشكل يومي واحس ان اطفالي ارتاحت نفسياتهم بعد الانفصال بسبب كثرة المشاكل بيننا ولانه كان يضربني امامهم.

ومع العلم ابني مدمن بلاي ستيشن وايباد واذا لعب نسى نفسه.ومره سألته ليش قال مثل اخوي يقصد ابو 5 سنوات.

وابو 5سنوات ارحم بكثير من حالة الكبير لانه يستجيب لي اذا ذكرته بالحمام وانا اكرر كل يوم روحو للحمام والحمدلله الصغير استجاب بس الكبير يرفض يقول مافيني شي وافاجأ بعدها بساعات انه جاه التبرز وسواها على سرواله.

واخر مرة كان عقابي اني روشته بمويه باردة ,انا تعبانه ومنهاره من هالموضوع وصراحة افقد اعصابي واحس بالفشل الشديد.ساعدوني ايش العمل اخاف يسويها وانهار واضربه

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

حياك الله أختي المباركة وأسعدنا تواصلك معنا طلبًا للمشورة، ونسأل الله أن يبلغك غاية ما تتمنين في أبنائك ويجعلهم قرة عين لك.

أختي المباركة،، يلزم تقرير حقيقتين تربويتين تمهيدا لمناقشة المشكلة ومعينة على حلها بإذن الله وهي:

1/ النجاح الحقيقي في تربية الأبناء لا يقتصر على وقايتهم من التعرض للمشكلات، بل في حسن التعامل من المشكلات حين تقع، والذي يبدأ بتقبل المشكلة (وليس قبولها)، ثم التفكير الإيجابي في حلها والتعاون مع الأبناء في تجاوزها دون أثار سلبية على حياتهم في المستقبل، فتفائلي وانشرحي وسوف تتمكنين بعون الله من حل مشكلة ابنك.

2/القسوة وأساليب العقاب البدني والنفسي لن تحل المشكلة، بل ستؤدي لا محالة إلى نتائج عكسية لا تحمد عقباها.

أختي المباركة،، وفق ما وصفت فإن ابنك يعاني من مشكلة التبرز غير الإرادي، وتنشأ عن حبس الطفل لخروج الفضلات (لأسباب تختلف من طفل لآخر)، ومع تكرار الحبس يتسع القولون ويفقد حساسيته للامتلاء والتي تنبه الجسم للحاجة إلى إخراج الفضلات مما يفاقم المشكلة وأسبابها الأصلية، ومع استمرار تجمع الفضلات في القولون يصعب استمرار الطفل على حبس خروج الفضلات، فيبدأ خروج الفضلات لا إراديا مما يسبب تلوث الملابس الداخلية للطفل.

والسبيل إلى حل هذه المشكلة هو تحديد السبب أو الأسباب الدافعة لابنك ليحبس خروج الفضلات بدايةً ـ أي منذ عام تقريبًا كما ذكرت ـ ويوجد ثلاث أسباب محتملة ـ مستقلة عن بعضها أو قد تكون متداخلة ـ وهي:

1/ أسباب نفسية تتصل بتغير ظروف حياة طفلك: تزامن بدء المشكلة مع انفصالك عن زوجك قد يكون السبب حتى لو بدا لك ارتياح أبنائك بعد الطلاق، وقد يكون صاحب ذلك تغيرك أنت شخصيًا بعد طلاقك في علاقتك مع ابنك واهتمامك به، ولعل رده عليك عندما سألته مؤشر على ذلك فقد يكون يعاني من غيرة من أخيه الصغير لاهتمامك بأخيه أكثر منه، أو يعاني حرمانًا عاطفيًا لانشغالك عنه وعدم اهتمامك بك الاهتمام الكافي،وقد يكون للبيئة المدرسية علاقة فأنت لم تشيري إليها.

2/ أسباب عضوية: قد يكون طفلك يعاني من الإمساك (صلابة الفضلات)، أو وجود جروح أو التهابات في فتحة الشرج وفي كلا الحالتين يعاني الطفل من الألم عند خروج الفضلات فيحبس خروجها تجنبا للألم.

3/ أسباب تتصل بانشغال طفلك باللعب لفترات طويلة فيندمج في لعبته دون الإحساس بمضي الوقت أو الوعي بالحاجة للذهاب إلى الحمام، أو قد تكون دورات المياه في المدرسة غير ملائمة من حيث جودتها أو ما يلقى فيها إن ذهب إليها فيحبس طفلك نفسه عن اخراج الفضلات في المدرسة.

ولعلاج المشكلة أختي المباركة أوصيك بالآتي:

 اللجوء إلى الله والدعاء وطلب التسديد والإعانة لك والشفاء لابنك.

 راجعي نفسك وقيمي أساليب تواصلك وتعاملك مع أبنائك بعامة وابنك صاحب المشكلة بخاصة، فالأبناء مرآة يظهر فيها سلوك الوالدين التربوي وأي خطأ في هذا السلوك يظهر مباشرة على الأبناء في صورة مشكلات.

 تفهم ابنك والنظر إليه بعين الشفقة والرحمة والحب، وأن ما يعاني منه ليس سلوكا خاطئا يستحق العقاب بل هو مشكلة مؤقتة تحتاج لعلاج وستزول بإذن الله، ويعتمد النجاح في علاجها على الصبر والاستمرار والمواظبة فقد يستغرق العلاج شهور ليحقق النتيجة المطلوبة.

 ابنك في عمر تؤهله لفتح حديث جاد معه وخاص حول المشكلة دون أن يصاحب ذلك ضغط نفسي عليه من قبلك ودون وجود الآخرين (سواء أخوته أو غيرهم)، قدري الحرج الذي يعاني منه واجعلي الموضوع سرًا فالمشكلة بالفعل محرجة فلاحظي أنه يخفي عنك ما يحدث له، وهي تضعف ثقته بنفسه إن استمرت وتأكدي أنه يخاف من استمرارها، فبثي في نفسه الطمأنينة وأن مشكلته ليست نادرة الحدوث، عبري له عن حبك وأنك قريبة منه، شجعيه على الحديث حول المشكلة وادعمي ثقته بنفسه وبك، وأنكما قادران بإذن الله على حل المشكلة، ووعده لك بأن لا يكرر فعله دليل على رغبته في حل المشكلة.

 من خلال مراقبة طفلك وتواصلك معه اعملي على تحديد حجم المشكلة تماما وأسبابها: هل يحدث لطفلك تلطخ في ملابس في كل مرة يذهب فيها للحمام؟ كم مرة يحدث له ذلك؟ متى يحدث له ذلك؟ ماهي ظروف حدوث ذلك؟

عندما يكون منشغل باللعب مثلًا؟ ماهي ردة فعله عندما يحدث له ذلك؟ لماذا يخفي؟ هل يخافك؟ هل لديه مشكلات عضوية؟

هل يعاني من ألم عند خروج الفضلات؟ ماهي طبيعة فضلاته؟ هل لديه جروح في فتحة الشرج؟ هل هناك مشاكل أخرى مصاحبة مثل فقد الشهية؟ هل هناك أمور تزعجه أو تقلقه في حياته؟ في مدرسته؟ ماهو شعوره حول المشكلة؟

 في ضوء الخطوة السابقة مع مراجعة الطبيب المختص ستتضح لك أمور كثيرة تحدد معالم خطة العلاج، وبالمجمل تشمل الخطة جانبين رئيسين:

الأول: الاحتواء العاطفي لطفلك وتوثيق علاقتك به وإظهار حبك واهتمامك وتعزيز ثقته بنفسه وتحقيق الأمن النفسي له من خلال:

1/إعطائه الفرصة ليتحدث عن ذاته والإنصات إلى حديثه والاهتمام به، مشاركته اللعب (خاصة الألعاب الحركية والعقلية مع تقليص المساحة التي تحتلها الألعاب الألكترونية)، مشاركته النزهات أو رحلات التسوق أو وجبات الطعام مشاركة فاعلة توثق عرى المحبة بينكما، حكايات ماقبل النوم أو أي أوقات أخرى متاحة، عدم الانشغال بأخيه الصغير فلكل حقه، وقد تحتاجين إلى مناقشته في وضع الأسرة المستقبلي وأن الطلاق لن يؤثر على علاقته بك أو بوالده، وهذا يذكر بضرورة الاحترام المتبادل بينك وبين طليقك في أسلوب حديثه عنك أو حديثك عنه عند أبنائكما.

2/ إظهار الحب والتقبل عند حدوث المشكلة وتجنب التوبيخ والعقاب وفضحه عند الآخرين، وأيضا التشجيع والدعم المعنوي (بعبارات التشجيع والثناء والاحتضان...) والمادي (بالمكافآت: هدايا، نزهات...) عند حدوث التحسن ولو كان طفيفًا.

الثاني: تنظيم عملية إخراج الفضلات عند طفلك وتيسيرها ومن خلال:

1/ تعويد طفلك على الذهاب للحمام ثلاث مرات يوميًا لمدة 10 دقائق في كل مرة وذلك بعد الوجبات بنصف ساعة للاستفادة من الفعل المنعكس لتناول الوجبة في تسهيل عملية الإخراج.

2/تشجيع الطفل على ممارسة الأنشطة الحركية لتنشيط حركة الأمعاء.

3/ متابعة نظام غذائي متوازن يحوي الكثير من الألياف والسوائل لتغيير الطبيعة القاسية للفضلات، ويفضل الإقلال من منتجات الألبان حيث بعض أنواع البروتينات التي تشملها تسبب الإمساك، وينفع كثيرا أخذ الملينات الطبيعية أو المصنعة وفق مايوصي به الطبيب المختص.

4/تخفيف الآلام المصاحبة بأخذ الحقن الشرجية أو المسكنات الموضعية وفق مايوصي به الطبيب المختص.

أختي المباركة لقد فصلت لك في بعض المحاور لتقفي على حجم المشكلة وأسبابها الرئيسة حتى تتمكني من علاجها بإذن الله، وأود ألخص ماسبق في نقاط سريعة:

1/أهمية عرض إبنك على طبيب باطنية أولًا، ثم طبيب نفسي وبإذن الله ستقفين على السبب الحقيقي والعلاج المناسب.

2/ فكري كثيرا في ابنك، فقد تكون المشكلة التي يعاني منها من أثار الاضطرابات الأسرية وعدم استقرارها، وأنت تظلمينه بجعله محور المشكلة، ولا تحرميه من حنانك وحضنك، وجنبيه تمامًا مواقف الضرب والعنف.

3/تأملي وإدرسي موضوع العودة إلى الزوج إن كان هناك فرصة للعودة، لأن الأبناء بحاجة إلى الأم والأب معا تحت مظلة واحدة وهي الأسرة.

ختاما أختي المباركة نوصيك بالقراءة المكثفة في مجال مشكلات الطفولة والتعامل معها فهذه ستساعدك في التعامل مع هذه المشكلة وغيرها، ونسأل الله أن يكفيك ما أهمك ويصلح لك أبنائك ويعافيهم.

الكاتب: أ. أمل عبدالله الحرقان

المصدر: موقع المستشار